لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
تابع لمعة الاعتقاد
56703 مشاهدة
ذكر حوض النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


ذكر بعد ذلك الحوض، حوض النبي صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة .
ذكر أن ماءه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأن أباريقه يعني كيزانه كئوسه عدد نجوم السماء، وأن من شرب منه شربة لن يظمأ بعدها أبدا؛ حتى يدخل الجنة.
وورد أن طوله شهر، وعرضه شهر، وأنه يرد عليه المؤمنون، ويطرد عنه الكافرون.
يقول: ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة يعني قيل: إن لكل نبي حوضا؛ لكن نبينا أكثرهم واردا. واستدل عليه بقوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قيل: إن الكوثر نهر في الجنة، وأنه يصب منه ميزابان في ذلك الحوض.